الاثنين، 3 نوفمبر 2014

مناقشة حول الفروق حول مصطلحات إدارة المعرفة : المعلومات والمعرفة ، مصارد المعلومات ومصادر المعرفة ، إدارة المعلومات و إدارة المعرفة

المقدمة :
      شهدت نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحالي ظهور مجموعة من الأفكار و المفاهيم و المصطلحات في مجال المعلومات و المعرفة والعمليات المتعلقة بكليهما الأمر الذي دفع المهتمين في المجال للوقوف و السعي نحو تحديد هوية كل مفهوم   ( إدارة المعلومات و إدارة المعرفة) بخطوط واضحة ومحددة، نظراً للتداخل الكبير بين المفهومين في عناصر متعددة ، لذا تهتم هذه المقالة بتحديد أبرز أوجه التداخل و الإختلاف بين المفهومين  بهدف الوصول لرؤية واضحة حول أهداف و طبيعة كلاً منهما ، وسوف يدور النقاش حول الفروقات بين مفهوم المعلومات والمعرفة ، و مصادر المعلومات و مصارد المعرفة و أخيراً الفرق بين إدارة المعلومات و إدارة المعرفة.
أولأ: الفروقات بين مفهوم المعلومات والمعرفة:
      يجمع المهتمون في مجال العملومات بأ ن المعلومات هي البيانات التي تمت معالجتها بحيث أصبحت ذات معنى  وهدف وعادة ما تترتبطة  المعلومات بسياق معين أي في مجال محدد كالمعلومات الطبية أو الصناعية أو حتى بأبسط أشكالها كأنواع الطعام و ممارسات الحياة اليومية .
    فالعلملية التي تقوم بها المعلومات على الفرد في حال حصوله عليها هي الإضافة لرصيده من المعلومات  و الخبرات أو هي تغير الحالة المعرفية للفرد بمعنى آخر أن الفرد كان لا يعلم  مثلاً بأن الزئبق يتمدد بالحرارة وبعد قرائة كتاب أو إجراء تجربة أصبحت هذه  المعلومة ضمن خبراته ومعارفة حول  خواص المواد عامة و مادة الزئبق تحديداً ، وتختلف درجة إستقبال المعلومات أو المعلومة من شخص لآخر بحسب السن و البيئة و الدراسة و الخبرات أي بإختصار الجوانب الإنسانية تلعب دوراً كبيراً في إستقبال و التفاعل مع المعلومات من شخص لآخر و هو ما يصنع المعرفة الشخصية للفرد أي أن المعرفة ما هي إلا معلومات تم خلطها و إستخدامها ضمن خبرات الفرد الشخصية وتجاربه.
    و يمكن أيضاً أن نعرف المعرفة بأنها حصيلة الخبرات والمعارف و المعلومات لدى الفرد نتيجة عوامل مختلفة كما سبق وأن ذكرنا ، والمعرفة أيضاً مجموعة  اﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺘﻲ  ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ، ﻭﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺼﻭﺭ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ عن الربط ( 1 )  إذأ المعرفة هي رصيد من المعلومات لذا نجد أن الإرتباط بين المفهومين عميق جداً بحيث لا يمكن الفصل بينهما إلا في حال معرفة نوعية المتلقي ، بمعنى أن المعلومات قد تكون لشخص معرفة نظراً لمعرفته السابقة بها وقد تكون لآخر معلومة لآنها تعتبر إضافة جديدة لمعارفة ، كما يمكن القول بأن المعلومة هي شكل من أشكال المعارف لآنها مرحلة أولى في تكوينها .
 ولا يقتصر إطلاق مفهوم المعرفة على الفرد فقط بل هناك معارف خاصة بالمؤسسات و معارف خاصة بالشعوب وآخرى بالمجتمعات .
ويمكن إجمال أشكال المعارف في الوقت الحاضر بما يلي :
المعرفة الإقتصادية : ويهدف هذا النوع إلى الأستفادة من المعارف البشرية وإعتبارها موارد وسلعة لها قيمة لإرتباطها بعمليات التطوير و إتخاذ القرار وأنها مورد ذا قيمة يمكن أن يباع و يشترى .
المعرفة الإجتماعية( معرفة المنظمة ) : وهي المعرفة المبنية على ثقافة مجتمع المنظمة و مجموعة الإجراءات و الأهداف الخاصة بها وأن مجموع ثقافات لمجموعات المنظمات في المجتمع هو ما ينتج المعرفة الإجتماعية إبتدءاً بأصغر منظمة في المجتمع وهي الأسرة و إنتهاءاَ بمنظمة الدولة .
المعرفة التكنولوجية : وهي في الوقت الحاضر العصب الأساسي لتبادل المعارف و تسهيل عمليات التبادل و المشاركة والإسترجاع الفعال .
المعرفة الإدارية : وهي الأهداف و القوانين و الإجراءات و النظم المستخدمة في إدارة جيع أنواع المعارف السابقة الذكر وهي تتهتم أساساً بعمليات التنظيم و التربيب لتحقيق الأهداف .
والأشكال السابقة تتنوع المعارف داخلها بين معرفة صريحة و معرفة ضمنية فالمعرفة الصريحة هي و المعرفة المسجلة و التي تأخذ أشكالاً مختلفة كالوثائق و الكتب و التقارير  و التصريحات الرسمية والغير رسمية  وهي في نفس الوقت من أشكال المعلومات ، أما المعرفة الضمنية هي المعرفة الغير مصرح بها وهي نتاج خبرات الفرد والمنظمة وهي ما تسعى إدارة المعرفة في تجسيده و الوقوف عليه بصورة تساعد على إسترجاعة و مشاركته الإستفادة منه ، لتوفيرالوقت و الجهد و المال .
     ولا يمكننا أن نتغاضي عن الدور الكبير الذي تلعبة التخصصات الدقيقة  في مختلف العلوم و تعدد اللغات و تنوع أشكال المعارف و المعلومات و العولمة بين الشعوب  في خلق الكثير من التداخلات بين المفهومين فالمعرف لدي جهة أو مؤسسة أو مجتمع قد تكون معلومات لغيرها وهكذا والعنصر المحفز لهذة العوامل جميعاً هو التطور التكنولوجي السريع .
ثانياً : الفرق بين مصادر المعلومات ومصادر المعرفة :
       تتنوع مصادر المعلومات تنوعاً كبيراً في الوقت الحاضر بسبب تطور أشكالها التقنية و لكنها تظل حتى وإن كانت ضمن رصيد كبير من الأشكال و الأنواع إلا أنه يمكن الوصول و الحصول عليها حيث  كونها ظاهرة ويمكن أن تنحصر في كونها مصادر معلومات أولية وهي التي يتم الحصول عليها من المصدر الأولي كالكتاب أو المقال أو الكاتب للمقال أو الكتاب أما الثانوية فهي التي تشير إلى مكان وجود المعلومة الأولية من محركات بحث و قواعد بيانات .
     ويمكن القول أن جميع مصادر المعلومات على إختلاف أشكالها و أنواعها هي مصادر معرفة و التي تعرف بمصادر المعرفة الصريحة أو مصادر المعرفة الظاهرة وهذه المصادر يمكن الحصول و الوصول إليها بالطرق المستخدمة في الحصول على مصادر المعلومات .
     وتجدر الإشارة إلى وجود نوع من مصادر المعلومات ولكنها تندرج تحت المعارف الضمية أو المعرفة الداخلية وهي التي لا يمكن الحصول أو الوصول إليها فخبرات الأفراد على الرغم من أنهم مصادر للمعلومات  ظاهرة لا يمكن نقلها كاملة كما هي في جعبة الفرد بل لا نستطيع توثيق إلا ما يصدر من هذا الفرد وثائقياً و تصريحياً ، أيضاً هناك مصادر ظاهرة للمعرفة البشرية كالأهرامات ولكنها لاتزال معارف ضمنية لم يتوصل حتى يومنا هذا بطريقة مثبتة علمية هندسية  توضح خطوات البناء إنما كل ما هو مسجل مجرد دراسات لمحاولة الوصول للطريقة الصحيحة فنجد أن منظمة الأثار المصرية رغم وجود هذا المصدر الصريح لكن لاتزال بالنسبة لها و للعالم هو معرفة ضمنية  شاهدة على عبقرية الفراعنة ومعارفهم الواسعة في مجال العمارة ولنا  معلومات لم يتوصل إليها حتى الأن .
     ويمكن القول بأن للمعرفة مصادر معارف داخلية أيضاً وهي المعارف الخاصة بمنظمة ما أو جهة ما فإذا كانت الدولة منظمة كبرى فلكل دولة موروثها من المعارف الداخلية وكذلك تعتبر هذة المعارف بمثابة المعارف الضمينة لدى الغير فكمثال بسيط نجد أن معظم دول شرق أسيا كصفة العموم و الصين تحديداً لديهم البراعة الكبيرة في المحاكاة و الإتقان و التقليد للأشياء الآمر الذي جعلهم منافس كبير للسوق الأروبية و الأمريكية  وخلق الكثير من المشاكل  الإقتصادية الأمر الذي دعا لسن للكثير من القوانين التي تحد من إنتشار البضائع المقلدة والهدف من هذا المثال توضيح أن المعرفة التي لدى هؤلاء الأفراد والتابعين لمنظمات ليست موجودة سوى في هذه المنطقة هو من المعارف الضمنية  .
   كذلك كفاءة مؤسسة ما أو أرتفاع أرباح شركة أو إنتشار ظاهرة في مجتمع ما جميعها معارف داخلية وغالباً ما تكون ضمنية .
ثالثاً الفرق بين إدارة المعلومات و إدارة المعرفة :
     إدارة المعلومات هي مجموعة من الأفراد والأنشطة والعمليات و الإجراءات  التي تهدف الي تحقيق الكفاءة المعلوماتية  في المؤسسة بمعنى هي الإدارة المخولة لإيصال المعلومات لمحتاجيها في الوقت المناسب لضمان سلامة عمليات إتخاذ القرار في مؤسسة ما .( 4)
      وقد ازداد الاهتمام بإدارة المعلومات بها  نتيجة التدفق الكبير للمعلومات عبر الإنترنت ووسائل الاتصالات الحديثة مما أجبر الشركات والمؤسسات على ايجاد الطرق والوسائل المناسبة لتنظيمها وفلترتها ومعالجتها بغرض الاستفادة منها في اتخاذ القرار أو التنؤ بالمستقبل دون فقدان أو خسارة أو ضياع أي معلومة.
     وتشمل المعلومات التي يتوجب إدارتها من قبل أي منشأة كلا من المعلومات الإلكترونية و التقليدية  حيث يجب أن يكون الهيكل التنظيمي في المنظمة يحوي على إدارة خاصة بالمعلومات  قادرة على إدارة ومعالجة جميع مراحل دورة حياة المعلومات بغض النظر عن مصدرها وطبيعتها.
     أذاً إدارة المعلومات هي ببساطة تهتم  بضمان توفر المداخل التي توصل إلى المعلومات، و توفير الأمان و السرية للمعلومات، و نقل المعلومات و إيصالها إلى من يحتاجها، و خزن المعلومات و استرجاعها عند الطلب. و إدارة المعلومات هي العملية التي تتضمن إستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات لتوفير إستخدام أكثر فاعلية و كفاءة لكل المعلومات المتاحة لمساعدة المجتمع، أو المنظمة، أو الأفراد في تحقيق أهدافهم. و تتعامل إدارة المعلومات بشكل عام مع الوثائق، و برمجيات الحاسوب، و المعلومات الصوتية و الصورية، و ما إلى ذلك.
ونظراً لتعقد مطالب المنظمات و المؤسسات بسبب التطور المعلوماتي الكبير  ورغبة في التميز و زيادة الأرباح بالنسبة للمؤسسات الربحية إحتاجة لإدارة أوسع وهي إدارة المعرفة .
و تختلف  و تتباين  تعاريف  إدارة المعرفة وذلك تبعاَ لإختلاف المدارس  و التغيرات السريعة في تطور المفهوم إلا أننا  نجد أن معظم التعاريف تركز على ( 5) :
أ-     ناتج التفاعل بين الفرد والمنظمة من ناحية والتكامل بين المعرفة الصريحة والمعرفة الضمنية من ناحية أخرى.
ب-   العمليات التي تساعد المنظمات على توليد والحصول على المعلومات واختيارها وتنظيمها واستخدامها ونشرها وتحويل المعلومات المهمة والخبرات التي تعتبر ضرورية للأنشطة الإدارية المختلفة كاتخاذ القرارات، وحل المشكلات والتخطيط الاستراتيجي.
ج -  العملية المنظمة للبحث والاختيار والتنظيم وعرض المعلومات بطريقة تحسن فهم العاملين والاستخدام الأمثل لموجودات منظمات الأعمال.
دـ- عملية تجميع وابتكار المعرفة بكفاءة وإدارة قاعدة المعرفة، وتسهيل المشاركة فيها، من أجل تطبيقها بفاعلية في المنظمة.
      و بالربط بين تعاريف إداة المعلومات و إدارة المعرفة نجد  أن لإدارة المعلومات الجيدة دوراً مهماً تلعبه في فعاليات  وتطور إدارة المعرفة في المنظمات  من خلال مساهمتها في خلق قواعد بيانات المعرفة، و جمع المعرفة و تصنيفها، و تطوير مراكز المعرفة و ضمان انسياب المعرفة فيها، و مشاركتها وقت الحاجة .
       كما أن عمليات التنظيم للمعرفة عنصر مهم في إدارة المعرفة و أكثر الجهات قدرة على القيام به الأفراد أو المنظمات التي لها تاريخ قوي في مجال إدارة المعلومات نظراً للأرتباط القوي بين مصادر المعلومات و مصادر المعرفة .
خلاصة :
إن مفهومي إدارة المعلومات وإدارة  المعرفة  ليسا مترادفين لشئ واحد و إنما هما جزاءان لا يتجزاءان عن بعضهما و لكل منهما خطوط واضحة ولكن هذه الخطوط لها نقاط تماس وهي ما يمثل التداخل بين المفهومين في نواحي كالمصادر و العلمليات وكثير من المصطلحات  الخاصة بالمفهومين . 

هناك 4 تعليقات:

  1. جميل أسلوب المقارنة،

    يوضح الفكرة،

    ويساعج على معرفة الفرق،

    شكرا على الطرح الممتاز،

    حسن بصنوي

    ردحذف
  2. مقال رائع ...ونحن العرب لدينا مشكله في المفردات والمصطلحات بين الشرق والغرب والشمال العربي حيث لا يوجد توحد للمصطلحات نظرا لكبر مفردات اللغه العربيه

    اشكرك

    سمير الصيادي

    ردحذف